كان للخليج وما تميز به من مقومات أثره البالغ في تشكيل تاريخ شعوب المناطق المطلة عليه فهو همزة الوصل بين الشرق والغرب وهو الشريان الذي ربط شعوب منطقة الشرق الأدنى بصلات حضارية وسياسية واقتصادية.
كما شهدت شواطئ الخليج العربي منذ القدم أعرق الحضارات مثل الحضارة السومرية والأكادية والعيلامية وقد استقرت العربية على ضفافه منذ أقدم الأزمنة لذا فقد كان الخليج محط أطماع القوى السياسية فشهدت شواطئه الصراع بين الفرس واليونان ثم بين العرب والساسانيين بهدف السطيرة عليه.
وحين ظهر الإسلام أصبح الخليج العربي قلب العالم الإسلامى وأقصى حدود الوطن العربي الشرقية وحلقة اتصال قارات العالم الثلاث آسيا وإفريقيا وأوروبا.
فمن الخليج انطلقت حملات الفتح الاسلامي لبلدان الشرق الأقصى كما اتجهت متاجرهم إليها فعادت السفن التي عرفت بالصينية محملة ببدائع وبضائع الشرق وهو ما أدى الى إذكاء روح التطور الحضاري في العصر العباسي الأول موضوع الدراسة.