يقترح الحوار، في العادة، آفاقاً ويضيء طرقاً، ومعه تغدو سبل التجارب أكثر سعةً ووضوحاً، وهو يقدّم للذات المحاورَة سبلاً مبتكرة للتعبير عن عوالمها، وذلك ما تقدمه هذه المجموعة من الحوارات مع أشهر روائيي العالم، هندكه، يوسا، فوينتس، كنزا بورو أويه، موديانو، موراكامي، تابوكي، برينك، ونايبول، فيُمنح كلٌ منهم فرصة للحديث عن العالم الذي شاركه فيه ملايين القراء من بقاع العالم المختلفة. إنهم ينتجون عبر حواراتهم فصولاً مضافة لإبداعاتهم، حيث لا حدود للفكر ولا نهاية للتعبير، حديث الكاتب عن مختبره وآليات عمله، الذاكرة والرغبة والزمن، وفاعلية المتخيل التي جعلت العوالم المبتكرة ممكنةً وقريبة، فتلقيناها كأنها عالمُ كلٍّ منّا، وهي الطرق التي تقودنا كل مرة إلى عوالمنا الداخلية وسط ضجيج العالم الواقعي، قال كافكا ذات مرة "علينا أن نبحث سنةً في دواخلنا كي نجد إحساساً حقيقياً"، وذلك ما تقدمه الحوارات وهي تكشف صناعة الرواية بوصفها "مكيدة"، بحسب تعبير كارلوس فوينتس، "فالرواية ليست نبوءة في الطريق إلى المستقبل، بل إنها تعويذة"، وهو ما يقدمه الخيال لكلٍّ منّا، تعويذة للبحث عن كلِّ ما لا نعرفه، وهو الجزء غير المكتوب من العالم، الجزء اللانهائي الذي يعيد إنتاج الواقع كما لو كان واقعاً آخر.