الشك أو ظاهرة الشك في المجال العلمي بوجه عام ومجال البحث في قضايا الدين بوجه خاص من شأنه أن يكون هو الوسيلة الناجعة في سبيل الوصول إلى الحقيقة. فالإنسان إذا لم يشك فإنه لن يعلم. فالعلم مرتبط بالشك ارتباطًا عضويًا لا ينفك.
لذلك كانت دعوات الأنبياء جميعا تقابل بالشك من أقوامهم الذين أرسلوا إليهم. وإذا كان مقدرا لأحد من هؤلاء الأقوام أن يهديه الله إلى الحق، فإنه لابد أن يكون قد مر بمرحلة الشك حتى يصل إلى اليقين. إلا من شاء اللـه لـه أن يقبل الدعوة قبولاً مباشرا لثقتـه فـي الرسول المبعوث أو لانفتاح قلبه على مضمون الرسالة التي جاء بها هذا النبي أو ذاك، وهذا النوع من الناس قليل. لأن دين الله الذي جاءت به الأنبياء متماثل مع الفطرة البشرية. فمن كانت فطرته أقرب إلى الكمال لم تدنسها نوازع داخلية؛ أي في داخل النفس الإنسانية، فإنه يكون أسرع إلى الاستجابة والإيمان.