لم يستطع الكاتب الأمريكي دينيس جونسون أن ينسى تجاوزات العنف التي كان شاهدا عليها في سبتمبر عام 1990 في ليبريا . لقد شهد هوة الروح الإنسانية وشعر بأهوال الحرب. وهو قادم من أرض السلام والرفاه، لكنه غادر ليبريا وقد تحول إلى شخص آخر ، فراح يدون انطباعاته عن الأيام الأولى لذلك الجحيم الذي
عاينه هناك. فكيف ولماذا يصل الأمر إلى حد العنف؟ إن كل إنسان يمكنه ممارسة العنف، دائما وفي كل مكان، ولكن هناك شروط محددة يصير العنف في ظلها فرصة يلجأ إليها الناس. وتمثل فضاءات العنف حالات خاصة لنظم اجتماعية تنشأ احتمالية وقوع العنف، ولكنها تصبح في الوقت نفسه شروطا له. ويتناول مؤلفو هذا العمل ظاهرة فضاء العنف من منظورات مختلفة، ولكنهم يعالجون أيضا السؤال عن كيفية مع وصول العنف مرة أخرى إلى منتهاه