{ نزل مقهورًا حتى وجد نفسه في ممرٍ طويلٍ، شحيحة الإضاءة بداخله، إلا من بعض المصابيح المعلقة في السقف التي تتراقص فوقه تصدر ضوءًا أصفر باهتًا، على الجانبين كل غرف الحبس فارغة، كل من فيها قُتِلْنَ، ورائحة الموت تنتشر فيها، عدا غرفة واحدة، غرفة قابعة في آخر الممر. كانت هناك تجلس فتاة على الأرض تنظر
بعيونها الذابلة نحو الشراعة التي تتسلل منها أشعة الشمس وتغني بصوتٍ عذب تقشعر له الأبدان.
كانت جميلة؛ عيونها زرقاء، ذات وجه أبيض دائري، أنف مدبب، وشعرٍ مسترسلٍ ذي خصلات ذهبية، ترتدي فستانًا طويلًا ممزقًا قليلًا، وبعض الكدمات في وجهها لا تؤثر كثيرًا في جمالها.. تضم ركبتيها إلى صدرها وصوت غنائها يتردد في الممر فيصدر صدى صوت يسمعه كل من كان حيًّا داخل هذا القبو المخيف.}