في عام ١٥٠٦ أبحر النبيل البرتغالي فرناو لوبيز مع جيش بلاده إلى الهند بحثا عن الشرف والثروة، لكنه اعتنق الإسلام هناك وتزوج مسلمة، وحارب أبناء بلده السابقين، قبض عليه في النهاية، وجدع أنفه وقطعت يده اليمنى وإبهام يده اليسرى وسط حشد من الناس جزاء الخيانة، ثم وضع على ظهر سفينة تعود به إلى البرتغال، لكنه تركها في جزيرة سانت هيلانة المهجورة الموحشة (وهي الجزيرة نفسها التي قرر الإنجليز لاحقا أن تكون منفى نابليون بونابرت بعد هزيمته). تناهت أخبار لوبيز إلى ملك البرتغال، فأرسل سفينة خاصة لإحضاره. وقد أثار لوبيز إعجاب الملك والبابا في روما، وعندما عرض عليه الملك أن يطلب ما يشاء، طلب العودة إلى سانت هيلانة!
هذا الكتاب الممتع، الذي نقله إلى العربية ببراعة واقتدار المترجم الكبير أنور الشامي، مغامرة تاريخية مثيرة، وتأمل في أحوال العزلة في الوقت نفسه، يحكي قصة عن الخلاص في إحدى الفترات الحالكة التي مرت بها أوروبا، ويروي حكاية عن علاقة الإنسان المعقدة بالطبيعة.