في عام 1656، وبعد طرده من الجالية اليهودية بسبب "هرطقاته الملعونة" و"أعماله الشنيعة"، ترك الشاب باروخ سبينوزا أعمال عائلته التجارية ليكرس حياته للفلسفة.
تعرضت سمعته للتشويه في أنحاء أوروبا بسبب آرائه حول التوراة والمعجزات، وأيضا بسبب دفاعه عن حرية التفكير. رادیکالیته هذه غطت على السبب الرئيسي وراء تحوله إلى الفلسفة، وهو الإجابة عن أكثر أسئلة البشرية إلحاحا: كيف لنا أن نعيش حياة جيدة؟
هذا الكتاب مقدمة فريدة من نوعها لفلسفة سبينوزا الأخلاقية وأفكاره التي لا تزال ملائمة لحياتنا المعاصرة. يستعرض رؤية سبينوزا عن الإنسان المثالي "الإنسان الحر" الذي يعيش، مدفوعا بالمنطق، حياة مليئة بالمتعة و مكرسة لتحسين حياته وحياة من حوله. يترفع عن العواطف السلبية، يعامل الأحرار الآخرين بتعاطف وعدل، يتطلع إلى الخير الأسمى، يتمتع بمسرات العالم ولكن باعتدال. فالإنسان الحر قلما يفكر في الموت"، يقول سبينوزا، وحكمته تأمل في الحياة لا في الموت.