بلغ ملكه الثلاثين عاماً-عند ظهور هذا الكتاب-وهو صديق فرنسا، وقادتها، وصناعييها، ونخبتها من اليمين واليسار. ملك المغرب، الحسن الثاني، يرمز بالنسبة لعدد من الغربيين إلى الحداثة والحوار مع بلاد الإسلام، لكن مظاهره المليحة تخفي حديثة العاهل السرية، وظل المؤامرات والسجناء، والتعذيب والمختفين، والبؤس.
فقد عرفت "ديمقراطية" أربع محاكمات سياسية في العام، وأكثر من مئة منذ الاستقلال، وفي كل منها الحكم على مجموعة من المناضلين بالموت، أو بقرون من السجن: تعذيب في مفوضية درب مولاي شريف، أموات أحياء في تزمامارت، درب جلجلة لأطفال أو فقير، ليل عاتم للمختفين الصحراويين.
حين تقرأ هذا الكتاب تصاب بالذهول والصدمة. إنه يذكرك بجحيم دانتي. الفرق بين جحيم دانتي وجحيم الحسن الثاني أن الأول مشهد تخييلي رسمته مخيلة كاتب عبقري نادر المثال عبر العصور، أما جحيم الملك الحسن فهو واقع ملموس وموثق صاغته سلطة ملك نادر المثال بين الملوك المعاصرين في عبقريته الوحية والدموية.
الترويع هو الهيكل الداعم لنظامه وهو مثل الجحيم يتكون من عدة حلقات. كل واحد، أياً كانت الرهبة من مصيره، يمكن أن يتأكد أن غيره معرض لما هو أسوأ.
بعد الظهور المدوي لهذا الكتاب، أخلى الحسن الثاني سبيل بعض المعتقلين الذين كان ينكر أنهم مدفنون أحياء في سجونه، وهَدَمَ قلعة عقوبة كان ينكر وجودها، وحرر بعض السجناء.
منتجات ذات صلة
الكتب العربية
0.00$
تراجم و مذكرات وسيرة
0.00$
الكتب العربية
0.00$
تراجم و مذكرات وسيرة
0.00$
الكتب العربية
0.00$
تراجم و مذكرات وسيرة
0.00$
الكتب العربية
0.00$