في الشعر الجاهلي

” هذا نحو من البحث عن تاريخ الشعر العربي جديد، لم يألفه الناس عندنا من قبل. وأكاد أثق بأن فريقا منهم سيلقونه ساخطين عليه، وبأن فريقا آخر سيزورون عنه ازورارا “. بهذة الكلمات افتتح د. طه حسين هذا الكتاب الذي صدرت طبعته الأولى في العام ١٩٢٦م. ولأن عميد الأدب العربي قد اعتمد في دراسة الشعر الجاهلي مبدأ ( الشك الديكارتي) فقد أثار كتابه هذا معارضة شديدة، لأنه يخالف الأسلوب النقدي القديم المتوارث، ويتبع أسلوبا نقديا جديدا، مما لاقى معارضة شديدة إثر تخريجاته النقدية، قادها رجال الأزهر في حينه حتى اتهم الرجل في إيمانه، وسحب الكتاب من الأسواق لتعديل بعض أجزائه، حتى وصلت هذه المسألة الشائكة في حينها – مع مسائل أخرى . إلى فصل د. طه حسين من الجامعة. .. كتاب يعيد إليك – عزيزي القارئ – الصراعات الفكرية في عصر التنوير، فتجد لصداه وقتئذ كتبا عدة تقارعه الحجة بالحجة كما في ” تحت راية القرآن” للرافعي و ” نقض كتاب في الشعر الجاهلي” للعلامة محمد فريد وجدى وغيرها من معارضات أقل ما يقال عنها إنها اعتراف بقيمة هذا الكتاب .