امنحوني فرصةً للكلام

مقالات متنوعة في الفكر والبوح والنقد والأدب ، منها : إذا كنت كاتباً مرموقاً واضطرتك الظروف إلى العمل على المصعد في إحدى الصحف، لاتبتئس.. إن لرئيس التحرير أسبابه الوجيهة التي تدعوه إلى تقريب الأميين من أجل العلاقات العامة والمقاولات والصفقات.. والافتتاحيات.
لاتبتئس لأن شخصاً آخر عاطل عن العمل ويحسدك على ماأنت فيه.
وإذا كنت عاطلاً عن العمل، لاتبتئس.. لأن شخصاً آخر غارق في الديون حتى أذنيه ولا يعرف كيف يدفع أقساط المصرف العقاري ليرفع الحجز عن بيته.
إذا كنت مديناً من أجل بيتك، لاتبتئس.. لأن شخصاً آخر لايملك غرفة من بيت.
إذا لم تكن تملك غرفة، لاتبتئس.. لأن شخصاً أعلن إفلاسه توّاً وغدا بلا مسكن ولا مال، والسندات التي وقّعها للآخرين ستوقعه في زاوية سجن مظلم.
إذا كنت مفلساً، لاتبتئس.. لأن شخصاً آخر يعاني من انتظار موت مفاجئ بعد أن أخبره الأطباء أنه مصاب بالسرطان ولم يبق أمامه من الزمن سوى أسابيع لتوديع الدنيا بمن فيها وما فيها …
إذا كنت مصاباً بمرض خبيث، لاتبتئس.. والرحيل المبكّر أهون من أن تكون كاتباً يحرص الآخرون على تحطيم موهبته..
ستموت.. لابأس.. إنها نهاية محتومة لكل ولادة.. على الأقل لن تعاني الآن من البطالة أو الديون أو العيش بلا مأوى.
إن موتك يقيك من إفلاس محتّم في ظل الفواتير التي تلاحقك من كل حدب وصوب.
لاتبتئس.. إنك وحيد على الدوام.. وهذه الغربة تلاحقك في عالم لامكان فيه حتى لموت مريحٍ.