"غادة الكاميليا" حكاية وردية دامية بلا أمل عن غانية جميلة يخطب بعض رجال المجتمع ودّها، فيحبها شاب من أسرة نبيلة ما يشكل تهديداً لسمعة هذه الأسرة، ويدفع بها إلى اللجوء إلى المرأة، وأن تحطم حبها له فوق مذبح السمعة المهددة.
حيث تهجر مرغريبت أرمان نزولاً عند رغبة والده، الذي طلب منها إنقاذ سمعته، وهكذا يعود كل منهما إلى الوسط الماجن نفسه، ويعقد أرمان صلة بإحدى فتيات الهوى تسمى أوليمييا، ربما تكون أجمل من مرغريت خلقاً ولكنها مختلفة عنها خلقاً اختلافاً تاماً، فلا يلبث أن ينفر منها، وتحضر مرغريت إلى شقته لتتوسل إليه أن يرحمها ويكف عن توجيه الإهانات إليها، فيضعف كل منهما أمام الآخر ويعودان إلى حبهما رغم حمى الداء الذي ينخر في عظامها, وفي اليوم التالي تصر مرغريت على إعادة قطع العلاقة تمسكاً منها بعدها، فيعود أرمان إلى إهانتها. تسافر مرغريت إلى إنجلترا بحثاً عن النسيان، وكذلك يسافر أرمان في سفر طويل، ثم تسقط مرغريت أمام ضربات دائها المتوالية، وتتلقى من والد أرمان غفراناً وصفحاً ومساعدة مالية. ولكنها تنتظر عودة أركان دون جدوى وتموت وحيدة بائسة، لا يحضر لحظة إسلامها الروح إلا صديقة واحدة -جوليا- ويباع أثاثها ومخلفاتها بعد ثلاثة أيام وفاء لديونها الكثيرة. يعود أرمان ويصعق لخبر وفاتها ويصر على نقل رفاتها إلى مقبرة أخرى ليتمكن من رؤيتها، وتؤدي أزمته النفسية إلى أزمة جثمانية ثم يشفى. وتختتم الرواية بمذكرات مرغريت المؤثرة.
موضوع رواية "غادة الكاميليا" من الموضوعات المحببة إلى الكتاب الرومانسيين جميعاً، وقد انتقلت إليهم من طريق روائي من كتاب القرن الثامن عشر الذين يطلق عليهم اسم جيل ما قبل الرومانسية ألا وهو القس أنطوان بريفور في روايته الشهيرة "مانون ليسكو".. ثم انتقل هذا الموضوع منه إلى رومانسيي القرن التاسع عشر من أمثال فيكتور هيغو وألفريد دو موسيه وألكسندر دوما الأب.. وكان بعض هؤلاء يعطف على المرأة الخاطئة عطفاً شديداً ولا يجد فيها إلا ضحية المجتمع.
وتجدر الإشارة إلى أن رواية "غادة الكاميليا" المليئة بالأحزان والخطايا أصبحت الطفل المدلل لدى الكثير من مخرجي السينما في جميع أنحاء العالم إلى درجة أنها ظهرت في السينما المصرية وحدها ست مرات بين عامي 1935 و1985.