هذه رواية غير إعتيادية لروائي غير إعتيادي، ولهذا فليس من اليسير إسباغ أية سمة مفردة عليها مما قد يصح على روايات غيرها، سواء لـ(د.هـ.لورنس) أم لغيره.
إستثنائية الرواية لم تتأت من كون (لورنس) قد عدّها أفضل رواياته حسب، بل لمجموعة من الخصائص يقف على رأسها إمتلاكه ناصية التقنية الروائية المدهشة فيها، ليس على مستوى الرواية الإنكليزية الحديثة فقط، بل على المستوى العالمي.
إن تنامي الأحداث على يده أشبه بتنامي (الحركات) في سمفونية (بيتهوفينية) متقنة، لا يسع القارئ حيالها سوى الإنجراف مع تياراتها المتباينة في خضوع وإنتشاء مطلقين، ثم هناك (اللورنسي) المرهف الحسّ الذي يغور في أعماق النفس الإنسانية، بل وغير الإنسانية كذلك، والذي يكشف لك عن أدق الخلايا بلا مواربة ولا إكتراث بأية رقابة.