لقد صيغ تفكير يونغ، عالم علم النفس الحديث، مما يدركه أولئك غير المطلعين. غير أن ما قدمه من مساهمة كبيرة لفهم السيكولوجيا البشرية إنما هو مفهومه المتعلق باللاشعور، ليس فقط ((كما هي الحال بالنسبة إلى [[اللاشعور]] عند فرويد)) باعتباره مكمن الرغبات المكبوتة، بل باعتباره العالم الذي لا يقل أهمية وحيوية، كجزء من حياة الفرد، عن عالم الأنا العاقل ((المفكر)) وباعتباره العالم الأوسع والأغنى بلا حدود. أما لغة اللاشعور و((ناسه)) فهي الرموز، بينما وسيلة الاتصال هي الأحلام.
ولهذا السبب فإن التمعن بالإنسان ورموزه إنما هو تمعن في علاقة الإنسان باللاشعور لديه وتفحص لها. وبما أن اللاشعور، حسب رأي يونغ، هو المرشد الكبير والصديق الناصح المستشار للوعي عند الإنسان، فإن هذا الكتاب ذو صلة وثيقة ومباشرة تماماً بدراسة الكائنات الإنسانية ومشكلاتها الروحية.
إننا نعرف اللاشعور ونتواصل معه، بصورة أساسية، عن طريق الأحلام، وسوف تجد في هذا الكتاب توكيداً ملحوظاً تماماً على أهمية الحلم في حياة الفرد.