مصر هي قرة العين وقدس الأقداس، عبقريتها ليست فقط زمنية ومكانية، بل وأيضًا عبقرية من عاشوا فيها وأفنوا عمرهم حبًا في ترابها، وهي ردًا لجميلهم عليها أسكنتهم بين دفات تاريخها المنير والممتد عبر الزمان وجعلتهم رموزًا شامخة بين العصور، حتى وصلوا إلى أن يسكنوا بين دفتي هذا الكتاب.
تجد بين صفحات الكتاب مراسلات وأوراق نادرة لمجتمع النخبة المثقفة في عصرنا الحديث، مراسلات تُكمل لنا الحكاية من زاوية مهجورة، زاوية تجيب مثلًا عن سؤال لماذا قام (طه حسين) بعمل مؤامرة على وزارة المعارف المصرية؟ أو كيف حسب(محمود باشا الفلكي) عمر الأهرامات؟ أو من هم (الزغلوليات)؟ أو حتى نتعرف على وجه (شامبليون) الحقيقي، وما هي حكايات الأولياء والخوارق في كتابات(الجبرتي)؟ ومن هو (مشرفة) عالم الذرة الذي أحب الموسيقى وكاد أن يصنع بيانو مصريًا بأزرار لمقامات عربية؟ وربما تفهمنا مراسلات (نابليون)و(كليبر) و(مينو) ومن سبقهم لماذا مصر ولع فرنسي؟