لقاءاتٌ كثيرة جمعت بين محمد حسنين هيكل، الجورنالجي كما عُرِف في أوساط الصحافة والسياسة، ومصطفى ناصر، كاتم الأسرار، كما عُرف في الأوساط نفسها، وثالثهما الكاتب طارق فريد زيدان، الشاهد على تلك اللقاءات.
لقاءاتٌ ومواضيع دونها الكاتب في محاضره وعلى مدى أكثر من عشر سنوات، ليفرج عنها كشهادة للعصر.
مواضيع وقضايا مفصلية، منها: القرار الأممي 1559 الذي أودى بالوفاق الوطني اللبناني؛ وإيران ومشروعها الإقليمي والنووي؛ ومصير العراق؛ والوضع السوري؛ والربيع العربي برمّته؛ والانتخابات الرئاسية الأميركية؛ واغتيال الرئيس الحريري وتداعياته؛ وأحداث 7 أيار وصولاً إلى الوضع السياسي اللبناني الحالي.
تكمن أهمية الكتاب أيضا في أنه جاء شهادة على دور زعماء مؤثرين في المنطقة، وفي أنه كشف خبايا كثيرة كانت معروفة في دوائر صنع القرار فقط، وأطلع العامّة على أسرار تُعلن للمرة الأولى؛ وفي أنه استشهد بآراء شخصيات فاعلة، وسلّط الضوء على علاقات الصحفيّين بالسلطة، ومنها علاقات هيكل بكل من الزعيم جمال عبد الناصر والرئيس أنور السادات، والرئيس حسني مبارك، والملك عبد الله بن عبد العزيز، والملك سلمان بن عبد العزيز، والرئيس رفيق الحريري، وابنه الرئيس سعد الحريري.
زيّنت الكتاب أحداث طريفة وملابسات، وجلسات من العمر جمعت الكبيرين، وبُثت فيها شجون وأحلام، شهدها الكاتب نفسه، وصوّر وقائعها بأسلوبه المشوّق.