“يتناول هذا الكتاب مسألة المعنى – وتحديداً معنى الحياة في عالم الإنسان – ويطرح تصوّراً فلسفياً محدّداً حول مراتبها والمبادئ التي تخصّ كلّ مرتبة منها، ويأمل في أن يُسهم في إلقاء مزيد من الضوء العقلاني عليها، لأنها، وإن لم تقع في النسيان في أي يوم من الأيام… إلاّ أنها تحتاج، على إيقاع المراحل والعصور… إلى إعادة نظر أو إعادة بناء، حتى يأتي تصوّرها النظريّ على ما يليق به من الحقيقة والجدوى”. (من التوطئة).
لا يسعنا ان نقدم إلى القارئ هذا الكتاب بكلمات أفضل من هذه الكلمات، الموضوع محددّ بوضوح لا لبس فيه، والقارئ يدرك، بلا شك، أهميته البالغة وأهمية معالجته بأسلوب فلسفي ناصع، يراعي الحقيقة والجدوى، ويدفع الوعي إلى التعمق المتماسك في مضامينه وأبعاده، ويقيننا أنه سيجد نفسه، بعد قراءة هذا الكتاب، معطوفاً على كتاب “الذات والحضور”، مزوداً بزاد نظري جديد، يؤهله للكفاح بثقة فعّالة في عوالم الأمل والمعنى.