حين يغدو كل شيء مرئياً، فلا شيء يغدو ذا قيمة. متجاهل الإختلافات بتقوى مع إختزال الصالح قي المرئي. والمظهر، بإعتباره مثالاً يحمل في طياته جرثومة فتاكة تتمثل في التشابه. كل المُثل المتميزة تحظى بعيانية إجتماعية قوية. وما ينتج عن ذلك هو لغة الأغنى تصبح لغة كل الناس. وقانون الأقوى القاعدة المثلى.
إن عصر الشاشة حين يعدو مسيطراً أينما كنا ستكون فضيلته الفساد ومنطلقه إلامتثالية، وأفقه عدمية مكتملة. لذا فإن غريزة البقاء لدى الجنس البشري، مثلها مثل الرغبة البسيطة في تقصي اللذة لدى الفرد أو الأمم. سوف تضطر، إن عاجلاً أو آجلاً، إلى الحد من الإمتيازات التي تحظى بها الصورة. ولكي يتم إيقاف الإختناق واليأس، سوف يتم إبلاء الأهمية للفضاءات الباطنية اللامرئية وذلك عبر الشعر والمخاطرة والقراءة والكتابة والإفتراض أو الحلم.