ليس الوجه السابع للنرد سوى ذلك النسق من إشارات الإلهام الذي نقربه خلسة من طفولتنا كي لا نقع فريسة ثرثرة وشعائرية الكبار الرتيبة. وهو لا يغادرنا الآن, بل يأخذ لنفسه بادعاء كامل تلك الرمية الخاطفة للأبصار, وهو يسقط من فوقنا, ومن تحت المقاعد الخشبية المنتظمة بعناية, ويتدحرج بجلال وهيبة حتى لحظة السكون الخالدة في انطفائه وتوقفه عن الدوران ,كأنما هو اختراع طريقة في العيش والحب والسقام والذكريات الصافية الموجودة في الحكايات المصورة بوصفها أفلام تكتب وتروى وتصور بنفس الطريقة التي يتدحرج فيها هو.. ذلك النرد الملهم العظيم. إنه الحيلة في الرمية, فنحن على ما يقول المخرج الإيطالي الكبير فيدريكو فييلليني (مشيدون في الذاكرة لأننا الطفولة والمراهقة والشيخوخة في نفس الوقت). على أننا لا يمكننا تصور الأفلام والنجوم من غير تلك الرمية التي تومض في الخيال قبل أن تلامس الأرض أو تلمع في الظلام .
منتجات ذات صلة
دراسات و أبحاث
0.00$