وصلتني خطابات تهديد بالقتل، فعينت لي الدولة حراسة، وأصبحت أدخل محاضراتي في مدرج ثلاثة عشر، في حماية حامل السلاح، فلم تعد محاضرة. وكرهت الحال، والتدريس في ظل قيد، بالرغم من هذا الجو وتلك الحالة التى تمر بها البلاد من مواجهة مسلحة بين الدولة والجماعات المسلحة، ومحاولة إسكات صوتي بأي وسيلة، بداية بمصادرة الأستاذية، إلي التكفير وما يتبعه من تصفية معنوية، تعقبها تصفية جسدية، إلي الفصل من الجامعة، والاستتابة والتعذير، إلي التحويل للنائب العام، واستعداء الأزهر، ودعوي الحسبة للتفريق بينى ويين زوجتي.
وبالرغم من كل ذلك، فلهذه الأزمة جوانبها المبهجة عند الباحث، تكشف الكتابات خلال الأشهر الماضية، صدق وقوة النتائج التي توصل إليها في نقد الخطاب الديني، على أن الفارق بين المعتدلين والمتطرفين في التيار الدينى، هو فارق في الدرجة وليس فارقا في النوع، بل أستطيع أن أضيف أن التعاون بينهما وتوزيع الأدوار، واضح علي مستوي الخطاب، وأيضا الظهور الواضح لآلية النقل دون تثبت، هذا النقل الذي يُفضي إلي الاتباع، وكلاهما يناقض النقد والإبداع ويعاديهما.