ما علاقة العلمانية بالنقد؟ هل النقد علماني بالضرورة؟ وهل العلمانية تستلزم النقد الذاتي بخلاف الرؤية الدينية المرتكزة على اليقين؟
وهل العلمانية تتسم بالموضوعية والعقلانية في حين يقابلها الدين القائم على الإيمان والاتباع؟
هل العلمانية محايدة بالنسبة للدين أو هي مُشكِّلة له؟ وكيف يمكن فهم حرية التعبير في ظل الدولة الحديثة ومن خلال الصراع القائم بين العلمانية والدين؟
كيف ساهمت العلمانية في تشكُّل هوية المجتمعات الغربية الحديثة وفي تشكيل نظرتها للعالم غير الغربي؟
هذه بعض الأسئلة المحورية التي يناقشها أربعة من أبرز المفكرين المعاصرين في هذا الكتاب، منطلقين من قضية الرسوم الكاريكاتورية للنبي محمد عليه الصلاة والسلام التي نشرتها صحيفة يولاندس بوستن الدنماركية في عام 2005 وأثارت في حينها عاصفة من ردود الأفعال بين المسلمين الذين رأوا فيها تعديًا على نبيهم وإساءة له، قابلها في الغرب دعوات للدفاع عن حرية التعبير.
يتداول هذا الكتاب جوانب من معنى العلمانية وحرية التعبير من خلال تطورهما التاريخي ومن خلال واقعهما اليوم، وكذلك مفهوم النقد وتحولاته، والعلاقة بين العالم الإسلامي والغرب، وبين الرؤية الدينية والعلمانية للعالم، ساعيًا لتفكيك هذه المصطلحات ومساءلة افتراضاتها وأطرها الفكرية.