الحرب الأهلية في بلاد الشام وذيولها

ويكفي للموضوع الذي تناولته الباحثة خلود أنه ذكر الأمة أن السيادة لله “للشرع” ، والسلطة بيد الأمة تمنحها لمن تختاره ، وأنه طرح للنقاش مرة جديدة مسألة رئاسة الدولة ” الخلافة ” لمن تؤول ؟ وما هي طريقة أختياره ؟ وأنه نبه مرة أخرى إلى خطورة الاصطفاف القبلي ، وأثارت التفكير في محاولة إيجاد معايير جديدة للموازنة بين القوى السياسية التي تمثلها القبائل في تلك الفترة أنها ليست فتنة بل حركة من أجل التغيير . وعود على بدء أقول لقد نجحت الباحثة خلود في عرض صورة واضحة لأحداث متشابكة ، صورة بعيدة عن ميول الرواة ونزعات الإخباريين ، لما تحلت به من مثابرة وصبر وجدية في الاطلاع على الأخبار من مضانها الأصلية ، ودقة وروية في فرز رواياتها من أجل الوصول بالحدث إلى أقرب ما يكون من الصحة. فكانت حصيلة ذلك كله نتائج مقنعة للباحث المتخصص وللقارئ المولع بالتاريخ . إن الباحثة خلود الخاطرية قدمت أطروحة متميزة ؛ لما تحلت به من رغبة في البحث التاريخي وحبها للموضوع الذي اختارته ، فكانت بكتابة فصوله ومناقشة أحداثه دون كل أو ملل . وكان حصيلة ذلك كله عمل متقن ، والرسول صلى الله عليه وسلم يقول في حديثه : ” إن الله يحب إذا عمل أحدكم عملا أن يتقنه” . ولا يسعني في الختام إلا أن أرجو لها التوفيق الذي تستحقه وأن يمنحها دائما حب ما تعمل لكي تبدع ..