تبدو الرواية للوهلة الأولى رواية مغامرة ولكن مع أمواج الشك التي تتقاذفنا على شواطئ بلاغة ” فرانسوا جارد” سنواجه تساؤلات تدفعنا لإعادة التفكير بالانتماء فهل هو روابط دم تحيكنا مع نسيج هو الوطن ، تضرب فيه جذورنا ليكون السلف والخلف أوتاداً تشبثنا بأرضنا أم هو حاضن اجتماعي وإنساني وحضاري يدفعنا لتجاوز أحقادنا وثأرنا لما هو أكبر من مصالحنا الشخصية نحو الانتماء الإنساني كوعاء حاوي للجميع. هل يشتري المال كل شيء أم أنه يرضخ للمفاهيم الإنسانية ليكون أول خيار نلغيه في مواجهتها. أليس الإرث سبباً في دمار البشرية حسب نظريات لودويغ فون ستودير» أم أنه ضمان للاستمرار عبر جسر الأبناء: تصبح رجلاً كاملاً وامرأة كاملة حين ترزق بطفل من صلبك ويبكي بين أ أحضانك لضمان سلسلة فيها والديك من طرف وأبناؤك من الطرف الآخر….. جعلني فقدان والدي رجلاً على حافة الهاوية”
ليجول في خاطرنا في النهاية قول الكاتب الانكليزي الدوس هوكسلي : تدفعنا الفلسفة للشك بما هو بديهي بينما يجعل الإعلام ما هو غير منطقي قابلاً للتصديق.