كتاب أشبه بالكنز لعشاق القراءة
فهو يتضمن مفاهيم محورها هو العمق في
فهم ماذا نقرأ
وتناولنا للنصوص بطريقة فعالة أكثر
تثري حياتنا وعاداتنا في القراءة من خلال
انعكاس محتوى الكتب بعد تعمقنا في
معانيها وأبعادها ومكامن ما وراء الحرف
إلى عقولنا وقلوبنا
.
هذا الكتاب أشبه بقطعة اسنفج متخمة بالمعلومات
القيّمة حول القراءة وكيفية تداولها
والقارئ النهم هو من يعتصر هذه الإسفنجة
حتى آخر قطرة من رذاذ ما تحمل
.
القراءة هنا ما عادت عمل فوضوي عابث وعشوائي
وإنما مرتبة بطرق ذكية
وكأنّ المؤلف يشد بيده على يد هاورد جاردنر
في نظريته للذكاءات المتعددة
ويقول له : حتى القراءة تحتاج أن نوظف بها
كل الذكاءات بمعدلات متفاوتة تعتمد على
الطرح والمضمون
.
شد انتباهي القوة في كل مراحل هذا الكتاب
وكذلك الإشارة إلى العديد من أسماء الأدباء
من خلال ربطها بتوجهاتهم ونظرياتهم ورؤاهم
حول هذا الموضوع
.
اقتباس:
صرح بورخيس قائلاً:
فليفخر الآخرون بالصفحات التي كتبوا
أما أنا فأفخر بتلك التي قرأت .
.
استوقفتني طرق تحليل القراء
وتقسيماتهم والتمحيص في ماهية القارئ والمقروء
.
والفرق بين القارئ الفاعل والقارئ المتصفح
فالأول هو ممحص وباحث وناقد
عكس القارئ المتصفح والذي غالباً يقرأ
النص بطريقة عبثية عابرة ولمرة واحدة.
.
والقارئ الساذج الذي يقرأ ويحلل بدافع غرائزه
واستيهاماته الخاصة
فالنص تختلف قراءته بين:
ماقصد به الكاتب
ماقصد به الراوي
ماقصد به القارئ حسب نوعية القارئ
وما يمنحه النص للقارئ من إيحاءات
فبين القارئ العبقري المحلل الناقد
وبين القارئ السطحي العابر
ينشأ لدينا تباين كبير في قراءات النص.
.
القراءة هي التفاعل الإنتاجي بين النص والقارئ
هي اليقين والشك بين استنباط القارئ الموجه والحر
والمتكئة النصوص على البنيوية والسيمولوجيا
فإما أن تبنى القراءة على علاقات التشابه
والإختلاف وإما بمقاربة النص.
ومن هنا قد نخرج بخرافة النص من خلال القراءة
المثيرة.
.
القراءة الجاذبة من مقوماتها ( الهير مينو طيقا) وتعني
(جعلنا نعرف) (التأويل) والتي تأخذ بمبدأ الإنسجام
من أجل القراءة.
.
ثم تطرق الكتاب للتجربة المعيشة للقراءة
*متعة المتخيل: (الوعي المحرر) ما الذي يحدث
عندما نقرأ كتاباً ؟
ما الأحاسيس والإنفعالات التي تحدثها القراءة
بدواخلنا؟
*الدوار : أن نقول ذهنيا أفكار ليست أفكارنا
كما سماه جورج بولي ( فينمولوجيا القراءة )
* التأمل والمشاركة: وتعتمد على تجديد إدراك القارئ
*التورط والملاحظة: القارئ مدفوع إلى تشكيل صور
من أجل ردم بياض النص.
*التمثل الداخلي: خاصة في الرواية عندما تستبقظ الأنا
* الطفل الذي يقرأ بداخلنا: هو الذي يصدق الخرافات
الفصل السادس تحدث عن تأثير القراءة
حيث التأثير والتسلية وإثبات الذات
التطور حيث تكشف عن تجربة مثمرة
ووظيفة مهمة للقراءة هي :
القولبة عبر تجريد الواقع الخيالي
وهو الدور البيداغوجي للقراءة
فقولبة وضعية وأن يقترح على القارئ أن يجرب
المستوى التخييلي مشهداً يمكنه أن يعيشه في الواقع .