البحر المحيط..قرأت هذا العام العديد من الروايات المبهرة، المبدعة، لكن حينما أسأل نفسي، أي واحدة منها تضعها فوق الجميع، تلك التي تترك مسافة، كبيرة، بينها وبين بقية الأعمال. قبل عمل أليساندرو باريكو لم تكن لدي إجابة، بعده، البحر المحيط.
سرد البحر، هذه رواية عن البحر، لكن ليست كأي رواية، هي سينفونية كلمات تتحول لموسقى بمجرد أن تلتقطها عيناك. في أغرب أسلوب قد يجده القارئ، شعر مع نثر متمازجان، متماهيان، لا يمكن فصل أحدهما عن الآخر. دقيقة هي التفاصيل هنا، لكن لا مكان للشيطان فيها، وكل كلمة هي عماد بيت هذا العمل، ومع كل كلمة، جملة، فقرة ففصل، تتضح عيون هذا البحر أكثر، كأن القارئ يرتفع عاليا في السماء، ليرى الصورة كاملة، ماثلة أمامه، حتى لو لم يفهمها، فهنا قد يكون أفضل أن تتخلى عن بعض العقلانية، لتدرك ماهية البحر.
فندق يديره خمسة أطفال، يستضيف سبعة أشخاص، بشخصيات غريبة لا منطق فيها، مثل البروفسور بارتلبوم، الشخص يعد موسوعة عن حدود البحر، وأكيد لن يتفوق في غرابته عن الرسام، بلاسون، من يريد رسم البحر بماء البحر..(انقطاع)
.
“بين الحين والآخر أتساءل ما الذي ننتظره على هذه الأرض”