يوضح الكتاب أن للوجودية دلالة مزدوجة، دلالة باعتبارها تياراً فلسفياً نمت في داخله مذاهب متعددة، ودلالة بوصفها ظاهرة اجتماعية موسومة بكلمة «وجودية» وهاتان الدلالتان أمران متمايزان وإن ربطت بينهما روابط عديدة، وهذا الكتاب لا يتصدى لغير الجانب المذهبي من الوجودية، إذ يتعين أن يكشف عن أقرب المنابع المباشرة للوجودية، ويصف أشد الأشكال تمييزاً لها. يقول المؤلف: ليس من شك أنه حتى مع النقد نفسه يمكن دائماً معرفة المذهب الذي يتضمنه هذا النقد، غير أننا لم نرد أن نناقش القضايا الأساسية عند هيدجر وسارتر ويسبرز على أساس هذا التصور المذهبي، ومع ذلك فثمة سؤال مبدئي يفرض نفسه ألا وهو تعريف ما يفهم من كلمة «وجودية»؛ وفكرة الوجودية نفسها تتخذ دلالات شتى يختلط فيها الجوهري والعرضي.ثمة اختلافات جوهرية تفصل بين كبار الوجوديين فتجعلهم ثلاث طوائف متمايزة، يسبرز وغيره وفقاً للتصور الكيركجوردي يذهبون إلى أن النظر في الوجود يقتضي إنكاراً للفلسفة، خصوصاً أن فلسفة الوجود لا تعني سوى تحليل الوجود. والبعض الآخر كهيدجر يصرون على أن الوجودية يجب أن تقتصر على التحليل الوجودي الذي يردها إليه يسبرز، وأما سارتر فهو من ناحية يقترب من هيدجر من حيث طموحه إلى إنشاء أنطولوجيا ظاهرية، وينبغي أن نؤلف فئة ثالثة من مذاهب المفكرين الذين يسمون وجوديين أيضاً، من أمثال كامو وباتاي لكنهم من جهة يرفضون في إصرار هذه التسمية، ولا يشتركون في شيء في الواقع مع الفلاسفة السابقين إلا في اعتقادهم أن الوجود والعالم عبث سخيف في جوه .
المذاهب الوجودية من كيركجورد إلى جان بول سارتر
0.00$
نفذت الكمية
رمز المنتج: المذاهب الوجودية من كيركجورد إلى جان بول سارتر
التصنيف: دراسات و أبحاث
منتجات ذات صلة
دراسات و أبحاث
0.00$
الكتب العربية
0.00$