يمكننا اعتبار الأرجنتيني سيزار آيرا مصنعاً لإنتاج الروايات القصيرة، إذ يطرح كل سنة روايتين. وهكذا جاوزت كتبه السبعين منذ بدئه بالنشر عام 1975. بطل روايته "المؤتمر الأدبي" شخصية فذة متعددة المواهب، تعاني من فرط النشاط العقلي، جمعت بين الميل العلمي لعالم أحياء مهتم بدراسة الاستنساخ وله إنجازات في هذا المجال، والميل الأدبي لكاتب لا يبتعد واحد من كتبه عن الحديث عن نظرية الخلق والتأثر بسفر التكوين. هكذا نقرأ في الرواية، التي تمزج المعقول باللامعقول والواقع بما هو فوق الواقع وبما لم يتوصل إليه العلم بعد، عدداً من المقاطع التي لم يستطع راويها التخلّص من اللغة العلمية فيها، خاصة أنه يتحدث عن تجربة استنساخ هو بصدد إنجازها هدفها الأبعد السيطرة على العالم، كما هو هدف كل عالم مجنون، وقد اختار لها الروائي المكسيكي كارلوس فوينتس. تتسم لغة الراوي إذن بالتطويل والاستطرادات الكثيرة المتشعبة قبل بلوغ ما يريد قوله، كما أنه ينتقل من موضوع إلى آخر من دون أن ينتهي مما كان بصدد الحديث عنه، وقد انتقد الراوي نفسه خلال سرده، مُرجعاً السبب في ذلك إلى "الإعصار الفكري" الذي يعصف برأسه والناتج عن فرط نشاطه العقلي. في بداية الرواية يحلّ البطل اللغز المزمن لـ"خط ماكوتو" في فنزويلا الذي حيّر أجيالاً من المستكشفين والمغامرين والباحثين عن الكنوز، وهو عبارة عن كنز تركه أحد القراصنة مخبأً بطريقة علمية تحت سطح البحر. وقد خلّص هذا العالم من فقره، لكنه لم يخبرنا عن ماهية هذا الكنز وعن كيفية حلّه للغز، لينتقل بعدها إلى مدينة ميريدا المقام فيها المؤتمر الأدبي الذي دعي إليه لكنه لم يشارك في فاعلياته. إذ قصده فقط من أجل انتزاع خلية من كارلوس فوينتس لأجل عملية الاستنساخ. لكن خطأً ساذجاً حصل في جلب الخلية تسبّب في فشل تجربته وكاد يؤدي إلى نتائج كارثية، لولا حل المشكلة في اللحظات الأخيرة، لينجح الكاتب حيث فشل العالِم.
منتجات ذات صلة
قصص و روايات مترجمة
0.00$
الكتب العربية
0.00$
قصص و روايات مترجمة
0.00$
قصص و روايات مترجمة
0.00$