تعد من الأعماق توثيقاً أدبياً لرحلة أوسكار وايلد الروحية في سنوات سجنه التي غيرت اعتقاداته السابقة حول الجمال والتحرر ، ليعي من خلالها أن السطحية هي الرذيلة الأكبر”
كانت تبعات الاتهام الذي أدى لسجنه تلاحقه على المستويين الشخصي والادبي دخل أوسكار وايلد السجن تحاصره ضحكات الساخرين والشامتين وجميع من نتمنى له السقوط والفشل . حتى أدبه الذي بلغ صيته أعلى المستويات آنذاك والمسرحيات التي كانت تعرض لسنوات طويلة ، توفقت جميعها وخطر إعادة تمثيلها على المسارح الوطنية ، وأصبحت الكتب التي تحمل اسمه ممنوعة من التداول ، ومع أن كل هذه التبعات كانت قاسية وشديدة الوطاة عليه ، ومدمرة المركزه وحياته ، إلا أن وايلد يُرجع سبب معاناته وألمه الرئيسي إلى خذلان صديقه اله ونسيانه جميع ما قدمه إليه من محبة وصدتِ وإخلاص .
هذه الرسائل حصاد المعاناة والحسرة التي قضى بها أوسكار وايلد أيامه في ان نوعها وحيداً وخذولاً دون أن تُتاح له فرصة رواية ثم من خاص ، رسائل أرسلت إلى العالم قبل أن تصل إلى الفريد دوجلاس مع نها طبيعة العلاقة التي جمعتهما وأثرها على حياة وايلد وفه ، وما آلت إليه من خارة وخذلان ، وكأنه كان يكتب ليكون هنا ، ليكون حراً ، ليحلق ولو قليلاً رغم الجرح الذي يطرق جناحيه .