إن المتأمل في حاضر المسلمين اليوم، وما جعلهم يصلون إلى ما هم عليه من ضعف وفرقة يجده مشابهاً ومقارباً لحالهم يوم كانوا يتربعون على عرش الأندلس، فيرى نفس أسباب الهزيمة ونقاط الضعف، وإهمال فرص الريادة والقوة والوحدة، مع اختلاف الجغرافيا والمسميات. انطلاقاً من هنا جاءت هذه الدراسة التاريخية الشاملة لتاريخ الأندلس، والتي تهدف إلى قراءة التاريخ بعين ثاقبة مستلخصة العبر والمواقف وذلك لتنبيه الغافل وتذكير العاقل بتاريخ الإسلام والمسلمين.
فتحدث في الباب الأول باب الفتح الإسلامي عن أهداف ,أسباب الفتوحات الإسلامية، من ثم تكلمت عن بدايات فتح المغرب بشكل عام والأندلس بشكل خاص، وألقت الضوء على من تولى إمارة الأندلس من قبل حكام دولة بني أمية.
وخصص الباب الثاني من الدراسة والمعنون بـ”الدولة الأموية في الأندلس القصة العجيبة” لعبد الرحمن الداخل كيف فر من ملاحقة العباسيين ثم دخل الأندلس وتولى إمارتها ثم من تولى بعده من سلالته الأموية. وختم هذا الباب بالحديث عن عهد الحاجب المنصور.
أما الباب الثالث “دويلات الطوائف وملوك المغرب” فتحدث عن تشتت الأندلس إلى دويلات وطوائف وتكلم عن أحداث ذلك العهد وملوكه، ثم انتقل إلى الحديث عن عهد المرابطين الذي وحد الأندلس بعد فرقته، ثم ختم الباب بالحديث عهن عهد الموحدين وأمرائهم وتداخله مع تاريخ الأندلس حيث كان أمراء المغرب هم من يحكم الأندلس بعد عهد الطوائف.
وتحدث الباب الرابع “نهاية الأندلس” عن النهاية المؤلمة لتلك الدولة التي جعل منها المسلمون حاضرة العالم ولؤلؤة الغرب، وتوقف عند الخيانات التي أدت إلى هذه النتيجة مع نهاية المسلمين فيها وما لحقهم من العار والمهانة والظلم بعد تغلب أعدائهم عليهم، كل هذا تم التحدث عنه ضمن تسلسل تاريخي كامل وشامل وقراءة واعية للأحداث، وهذا ما يجعل من هذا الكتاب ا,ل مرجع يتحدث عبر الكلمة والصورة الملونة والخريطة التوضيحية عن تاريخ الأندلس بهذا الشمول وهذا الترتيب