يقول عبد الرحمن منيف: «تعتبر المس بيل شخصية فذة ودورها بالغ الأهمية، إن لم يكن حاسما، في الصيغة التي أخذتها المنطقة في أعقاب الحرب العالمية الأولى من حيث العلاقة مع بريطانيا، ومن حيث نوعية الحكم الذي قام في العراق».
فهي الكاتبة والشاعرة وعالمة الآثار والرحالة والمحللة السياسية والجاسوسة والدبلوماسية البريطانية الاستثنائية التي لعبت دورا سياسيا في البلاد العربية. وكانت هي وتي اي لورانس (لورنس العرب) وراء تنصيب الشريف فيصل ملكا على العراق، وكانت أيضا وراء الثورة العربية الكبرى. أكثر من ترجمة أعدت للتقارير السرية التي أرسلتها غيرترود بيل إلى مكتب الاستخبارات البريطانية الخاص بالعالم العربي في القاهرة (المكتب العربي) عن الأوضاع في الجزيرة العربية، ونشرها المكتب في نشرته السرية المسماة (أراب بوليتين) التي تعني بنشر المعلومات الاستخباراتية السرية حول العالم العربي. إلا أن ترجمة الكاتب عطية بن كريم الظفيري في كتاب «أوراق منسية من تاريخ الجزيرة العربية» الصادر عن دار مسعى للنشر والتوزيع بالكويت، راعت جوانب عدة في التقارير مخلصة لترجمتها ومتخلصة من أخطاء كثيرة وقع بها غير المختصين بتاريخ الجزيرة العربية وقبائلها.
ففي هذه النسخة المعربة من التقارير والمقالات اجتهد الظفيري تحري الدقة في النقل من اللغة الأصلية دون تدخل منه في النص الأصلي مراعاة لأمانة الترجمة، لكنه أضاف تعليقات إيضاحية هامشية موجزة، كذلك في داخل المتن المعرب من شروحات وضعت بيت أقواس معقوفة، بالإضافة إلى إعداده بحثا تعريفيا بالسيرة الذاتية للكاتبة.
من جهة أخرى، تحصل الظفيري من جامعة نيوكاسل على صور فوتوغرافية فريدة تتعلق بالموضوعات المكتوبة من أرشيف الكاتبة، تم إضافتها للنسخة العربية، التي تخلو منها النسخة الإنجليزية.
وبعد مرور 23 عاما من تقارير بيل، قام سير كينان كورنواليس الذي كان يرأس المكتب العربي في القاهرة بجمع هذه التقارير ونشرها بكتيب محدود التداول بعنوان «حرب العرب». يقول كورنواليس «إن من مهام بيل وطبيعة وظيفتها أن تكون على اتصال مع المكتب العربي في القاهرة لتزوده من وقت لآخر بتقارير عن العالم العربي، إنها تقارير رسمية لأطراف حكومية»، ويضيف «إن رسمية هذه التقارير لم تؤثر على أسلوب بيل الأدبي ورؤيتها الخاصة للأمور».
وتتطرق هذه التقارير إلى بعض المسائل من تاريخ الجزيرة العربية، وعن مشيخة المحمرة، وعن التمرد ضد سلطان مسقط، وعن شخصية عبدالعزيز بن سعود الفذة، مستعينة بصور فوتوغرافية التقطتها ووثقت بها رحلتها وتقاريرها، إذ كانت قد خلّفت وراءها أرشيفا ضخما من الرسائل والصور الفوتوغرافية بلغت حوالي 7000 صورة أودعت في مكتبة جامعة نيوكاسيل، أغلبها يتعلق بالمظاهر المختلفة في حياة شعوب منطقة الشرق الأوسط. وكمختص بتاريخ الجزيرة العربية؛ يشير الظفيري في مقدمته إلى أن تعريبه لتقارير غيرترود بيل لا يعني أنه متفق على ما جاءت به الكاتبة من آراء واستنتاجات، لكن لما فيها من معلومات توثيقية عن أحداث مهمة مر عليها ما يقرب من عشرة قرون اللآن، بما يفيد الباحثين والدارسين لهذه الحقبة من تاريخ الجزيرة العربية.
توزعت فصول الكتاب على مقدمة المترجم التي أضاءت هذه الجوانب في أهمية هذه الترجمة الجديدة، وبحث عن سيرة بيل الذاتية، والتقارير السرية التي جاءت عناوينها كالتالي: الإدارة العثمانية للبلاد العربية، نبذة عن السلطة القبلية لشيخ المحمرة، التمرد ضد سلطان مسقط 1913- 1916، عبد العزيز آل سعود، المعارك القبلية في الصحارى العربية، دور القبائل العربية والكردية في الصراع البريطاني العثماني، الموقف السياسي في حائل عام 1917. بالإضافة إلى ملحق صور من البادية، ومراجع المترجم في إشاراته وتعليقاته، وفصل خاص بفهرس الأعلام والأماكن.
أوراق منسية: من تاريخ الجزيرة العربية
0.00$
نفذت الكمية
رمز المنتج: أوراق منسية: من تاريخ الجزيرة العربية
التصنيف: التاريخ والجغرافيا
منتجات ذات صلة
التاريخ والجغرافيا
0.00$
التاريخ والجغرافيا
0.00$
التاريخ والجغرافيا
0.00$