هذا الكتاب يروي مترجماً مجموعة من حكايات القبائل العربية أو مخزونها الشفاهي، إستطاع صاحبه أن يصل إليها ويسمعها من رواتها في أربعينات القرن المنصرم أي في الوقت الذي كانت فيه حياة القبائل تتعرض لتغيرات جارفة، وقبل أن يحل التلفاز والمذياع والصحيفة محل الذاكرة الشفاهية تماماً.
وتشكل هذه الحكايات جزءاً من موروث ضخم يمكن إعتباره “ديوان القبيلة” العربية وهو غير الديوان الرسمي المعروف بإسم “ديوان العرب” أي الشعر العربي هذا الموروث الضخم بخياليته وواقعيته، لم يقبض له أن يدون في لغة من اللغات، ويعتقد صاحب الكتاب إنه اندثر بموت حامله، أي الراوي القبلي رغم أن القبيلة لم يندثر دورها الذي تحول فقط حين انتقلت من الهوامش إلى العواصم والحواضر، وبدأت حياة جديدة.
يمكن إعتبار الكتاب “ألف ليلة وليلة” القبائل التي لم تعرف طوال عدة قرون سوى الرواية الشفاهية، فجمعت في هذه الحكايات حكمتها وقيمتها، وعكست فيها عدة أزمان تاريخية وخيالية؛ وصف فيلبي، الخبير الشهير في تاريخ الجزيرة العربية، حكايات هذا الكتاب بقوله: “هذا الكتاب وبكل إنصاف يعد تحفة رائعة”.