طبيعة العالم الذي تجوس هذه الرواية فضاءه غريبة:
بطل الرواية إنسان غريب كالطين تماماً؛ غريب في لزوجته وصلابته، تشكله وثباته، وجوده وعدمه.
ولد من رحم الموت، ولم يأت من نطفة، ولم يعايش رحم أمه. يعيش حياتين معاً: حياة واقعه وقريته، وحياة أخرى يصر ـ بطل الرواية ـ على وجودها في تزامن واحد يجعلنا نجزم أن الرواية تقدم سراً جديداً من أسرار الحياة، وتطرق باباً مهملاً لتنقب من خلفه عن سر الوجود.
رواية تخلط بين عوالم متعددة يشارك في سردها علماء نفس واجتماع وتاريخ وفيزياء وشعراء وسحرة ودجالون. وتهزأ من التغيرات السياسية وما تحدثه من مواقف عصبية في حياة البسطاء والهامشيين. كما تسلط الضوء على جوانب مثيرة من شبق الحياة الجنسية، وتظهر بطل الرواية نموذجاً لهذا الشبق، وتكشف لنا كيف شب ورأى نفسه رجلاً تعبث برجولته بنات قريته ونساؤها.
الرواية بحث مضنٍ في كثير من مفردات حياتنا اليومية لتتحول إلى كابوس يجعلنا نعيد التفكير في حقيقة وجودنا البشري.