لعل الرواية هي النوع الأدبي الأكثر ملاءمة للتعبير عن حركة التاريخ وصانعيه، لا بل إعادة صياغته وقراءته قراءة واعية. فإن فهمت الماضي فسيرشدك إلى حل ألغاز الحاضر وربما استشعار المستقبل أيضاً. في «حكومة الظل» يسلط منذر القباني الضوء على دور بعض الحركات السرِّية التي تعمل في الظل وتأثيرها في صناعة القرار سواء أكان هذا القرار سياسياً أم اقتصادياً، ففي محكميات الرواية. يسير التاريخ والحاضر جنباً إلى جنب، ويعيد أحدهما الآخر، فما بين هبوط طائرة نعيم الوزان في مطار الدار البيضاء في بداية الرواية، وإقلاعها إلى ماليزيا في نهايتها، مسارين سرديين متوازيين. المسار الأول هو مسار تاريخي تجري أحداثه في مدينة (إسطنبول) التركية، في أوائل القرن العشرين، وبطله الجد خليل الوزان. والمسار الثاني هو مسار معاصر تجري أحداثه في غير مدينة عربية، في نهاية القرن العشرين، وبطله الحفيد نعيم الوزان. وما بين المسارين ثمة كمٌّ كبير من الأحداث والوقائع الضاغطة والواقع القاتم الذي يرمي بثقله على الشخصيات والأوطان. وفي الرواية تشكل حادثة مقتل ثلاثة مؤرخين في ظروف غامضة وبالطريقة نفسها، وفي التوقيت نفسه، في ثلاث مدن مختلفة، نقطة انطلاق درامية ساخنة في العمل ولا سيما وأن المؤرخون الثلاثة كانوا يبحثون بموضوع واحد، هو دور بعض الحركات اليهودية السرِّية في إضعاف الخلافة، وإسقاط السلطان عبد الحميد الثاني عام 1902م، بواسطة جمعية الاتحاد والترقّي، ما يشي بأن الجهة القاتلة قد تكون هي نفسها، وذلك للحؤول دون كشف بعض الحقائق التاريخية. كان مقتل هؤلاء الثلاثة، بسبب أنهم تعدوا الخطوط الحمر، في نظر تلك الحركات، فبعد أن أسرَّ الدكتور عبد القادر بنوزاني/أستاذ التاريخ المغربي إلى تلميذه نعيم الوزان رجل الأعمال السعودي أنه يعكف على وضع كتاب مع صديقه أحمد عبد الوارث/أستاذ التاريخ المصري، وبعد أن أسرَّ الصحافي الكندي/اليهودي إلى صديقه الصحافي المصري طلعت نجاتي أن محمد جاويد باشا عضو (مجلس المبعوثان) هو نفسه زيفي حائيم جد وزير خارجية إسرائيل، يتم قتل الثلاثة في الظروف نفسها، والتاريخ نفسه، وبالطريقة نفسها!؟ وبعد «حكومة الظل» أثر روائي يكشف المؤامرات ضد الخلافة العثمانية والمشروع الصهيوني للسيطرة على فلسطين، وكواليس السياسة والقادة في أكثر من منطقة في هذا العالم…
منتجات ذات صلة
قصص و روايات عربية
0.00$
قصص و روايات عربية
0.00$
قصص و روايات عربية
0.00$
قصص و روايات عربية
0.00$