يوم النمل

تحصين بمليارات المليارات . لا نكاد نحلظهن ، مع أنهن يترقبننا منذ زمن طويل بالنسبة لبعضهن نحن آلهة . بالنسبة لأخريات لسنا سوی کائنات شريرة. بذكاء وتنظيم عجيب لا يقل عن أکثر الجيوش إرعاباً ، يتهيأن لمعركة لا هوادة فيها. فمن هم الذين سيكونون أسياد الأرض الحقيقيين؟ بقاؤهن على قيد الحياة رهن بجواب هذا السؤال ، وبقاؤنا أيضا . فهل حقا … أتي ( يوم النمل)؟ مع حفاظه على توهج العالم الذي خلقه في رواية ” النمل” ، يوغل بنا برنار فيربير أبعد وأعمق في عالم ( سكان داخل الأرض ) عبر كتابه ” يوم النمل ” . متخذاً اتجاهاً معاكساً عما رأيناه في الكتاب الأول من انجذاب بشري إلى عالم النمل تمثل في النزول إلى قبو غامض ، إذ نجد النمل هنا يقتحم العالم البشري بقوة ، مزوداً بأسئلة تدفع إلى التلعثم … ثم الصمت ، عبر حبكة تشويقية مشغولة بحرفية عالية . ومعلومات عجائبية يعج بها الكتاب كمنملة، إلا أنها حقيقية . كما تسمو بعض المقاطع بشاعرية مرهفة وشفافة . لا يخلو الكتاب أيضا من فكاهة ممتعة غير مجانية تنجم عن السذاجة الطفولية للنملات ، أو حين يجد الإنسان نفسه في أحداث تتجاوز مدارکه ، أو بسبب غير معقولية بعض الأحداث التي تبررها الواقعية المرنة التي يتصف بها أدب الخيال العلمي ، مجمل هذه العناصر مع أشياء أخرى جعلت من هذا الكتاب العميق دون تجهم -يقرأ دفعة واحدة رغم عدد صفحاته الكير . حين سئل برنار فيربير : لماذا ” يوم النمل”؟ أجاب : حين شعرت أن رسالتي لم تصل تماماً، والتي لا تتناول “النمل في الواقع ، بل الإنسان ، أدركت أن علي أن أفسر في كتاب يكون أكثر دقة من “النمل .